الأحد، 10 جوان 2007
ستار أكدمي المغرب أو ستار أكدمي المحمية الفرنسية؟
الله يهلك إلي فسدها!
المرة الجاية تو نجيبو سوفي و مارك و فرنسوا مش يشاركو في ستار أكدمي المغرب!!
الاثنين، 4 جوان 2007
سنة 2057, رسالة من فرنسوا دوبون
فرنسوا دوبون
اليوم الفاتح لشهر جوان 2057
مرت سنة على وصولي إلى الجمهورية المغاربية (و لمن فاته الأمر فان الدول الخمس المغاربية قد توحدت و أصبح اسمها الجمهورية المغاربية بالإضافة إلى توحد العرب في المشرق و تشكيلهم الجمهورية المشرقية و قد تتوحد هاتين الجمهوريتين بعد الاستفتاء الشعبي الذي سيجري الأسبوع القادم ) و تحديدا لمدينة تونس قادما من مدينة باريس الفرنسية لأزاول دراستي في الهندسة الإعلامية.
و بعد مرور هذه السنة فاني أريد أن أكتب لكم لكي أحوصل ما رأيته إلى حد الآن في هذه البلاد. و بداية أعتذر لكم عن كتابتي هذه الأحرف باللغة العربية و لكنني أجيد كتابة العربية أكثر من الفرنسية (و ذلك بعد أن جعل ملكنا ساركوزي ال3 أطال الله عمره اللغة العربية لغة ثانية في المملكة و بعد أن جعل دراسة كل المواد العلمية بالغة العربية ) و زد على ذلك غياب لوحة المفاتيح اللاتينية في حاسوبي.
أما بعد, فأول ما يلاحظه المرء في هذه الديار هو شدة نظام أهلها و إدارتها(و هذا ما يستطيع رأيته في اللحظات الأولى لوصولك لمطار قرطاج, فعمال المطار في حركة دائمة) فعلى عكس ما يجري في بلادنا, الأرتال هنا دائما في الوقت و الحافلات تسير بشكل منتظم بدون ازدحام و لا تأخير. فتخيل أنه في هذه المدينة التي تضم 20 مليون ساكن لا تستحق سيارة, بينما في عاصمتنا باريس من المستحيل القيام بالشؤون اليومية بدون سيارة.
ثم ما يجلب الانتباه هو العدد الهائل لأبناء جلدتنا هنا فاني أرى الفرنسيين و أسمع لغتنا العذبة في كل شوارع و أزقة و أنفاق مدينة تونس. لكن هذا الكم من الفرنسيين لا ينبأ بخير لمستقبل بلادنا. فجاليتنا هنا مكونة من فأتين رئيسيتين :
- إما مثقفين من خيرة أبنائنا الذين يعملون هنا و يساهمون في بناء الإقتصاد المغاربي و أغلبهم لا يفكرون أصلا في العودة إلى فرنسا ليساهم في نهوض أمتنا.
- أو من حثالة مجتمعنا و أكثرهم يشتغل في الأسواق الموازية أو يعيش عالة على هذا المجتمع أو أحيانا هم لصوص و نشالون
و هذا ما أسهم في ظهور فئة عنصرية في المجتمع المغاربي تطالب بترحيل كل البيض فهم حسب رأيهم مصدر كل المشاكل التي يواجهونها.
و لكن دعنا من مل هذه المشاكل فإنني متأكد أن هذه الأخبار قد وصلتكم عبر مشاهدتكم قناة الجزيرة, فهناك أشياء أخرى هنا شدّت إنتباهي, فعلى سبيل المثال إختلاف و تنوع الجنسيات و الثقافات الموجودة هنا و هذا دليل على إنفتاح أهل هذه الديار على الآخر. فقد رأيت و تعرفت على أناس من جميع أنحاء العالم و أصبح بعضهم أصدقاء أحماء و لا يخفى عليك أن هذا الاحتكاك بالآخر لا يستطيع الا أن يكون مثريا. و هذا الاختلاف في الجنسيات و الثقافات قد ساهم فيه برنامج "عراسموس" الذي يحث الطلاب من مختلف ولايات الفدرالية المغاربية و المشرقية يزاولو سنة في مرحلة تعليمهم بولاية مختلفة و هذا ما أبطل الفوارق و الأفكار المسبقة فالتونسيون اليوم لا يسخرون من الليبين كما كانو يفعلون قبل 50 سنة من الآن و كما يسخر الفرنسيون من البلجيكيين.
و من النذهل أن نتصور ما كانت عليه هذه الولايات من تخلف مدقع و من اختلاف في التوجهات السياسية و الاستراتيجية. و لكن لنسترجع بعض ما حصل في هذه البلدان و مسببات توحدها. و الجدير بالذكر أن الشعب كان متقبلا و متحمسا لهذه الفكرة. بدأ الأمر أولا بفتح الأسواق بين دول المغرب أمام البضائغ و الأموال و الأشخاص مما جعل النسيج الاقتصادي متشابكا و مما جعل للمشاكسات السياسية بين هذه الدول أثمان باهضة. كما مكن هذا التفتح الشعوب من التعرف على بعضها البعض. و أتى بعد التفتح الاقتصادي توحيد للمساحات الإعلامية فأصبحت تستمع إلى أذاعة تطاوين في فاس و إلى اذاعة بجاية في سوسة ثم أتى توحيد المناهج التعليمية في مختلف هذه البلدان مما جعل الاجيال الناشئة تحس بانتماء عرقي و تاريخي و ثقافي واحد و تم اعتماد اللغة العربية كلغة للتدريس و العلم في مختلف المستويات بعد أن كانت اللغة الفرنسية هي المعتمدة و التي أضفت على هذه المجتمعات الذل و كرست عقد النقص التي أرساها استعمارنا (أو احتلالنا الغير المشروع كما يسمونه الآن و الي يطالبوننا بتعوضات عليه) لهم. مما أعطى للمواطنين روح تفائلية و نفخ فيهم العزة و الكبرياء المفقودين.
و قد تمت كل هذه الإصلاحات الإقتصادية و التعليمية في مدة 10 سنوات. و بالتوزي معها قامت هذه الدول (أو الولايات) بمشاريع عملاقة مشتركة فيما بينها شبكة طرقات سيارة تمشط مختلف المناطقو شبكة قطارات فائقة السرعة التي يسمونها "سباق" تفوق سرعتها 800 كلم في الساعة مشابهة لما كان لدينا من شبكة TGV و الجدير بالذكر أن كل هذه المشاريع قامت بها قوى وطتية دون الاستنجاد بأي شركة أجنبية مما خلق مواطن شغل ضخمة حتى أن في هذه الفترة كادت كلمة "بطالة" أن تندثر من القواميس العربية.
و هذه قطرات من بحر من إصلاحات قيم بها في الدولة المغاربية.
هذا بعض ما لاحظته هنا و أردت أن أبلغك به و من المؤكد أنني سأوفيك بالمزيد في رسائل قادمة.
و من المؤكد أنك ستسألني عما أنوي فعله بعد إنهاء دراستي, إنّي أحاول الآن أن أجد شغلا في الشركة التي أقوم فيها بتربصي لكن هذا ليس بالأمر الهين نظرا للتعقيدات الإدارية. و لكني قد سجلت نفسي في الجامعة لمواصلة تعليمي بمرحلة الماجستير لكي أتحصل على بطاقة إقامة و يكون بعد ذلك لي وقت أوسع لمواصلة البعث عن عمل.
لكم مني تحية عطرة
فرسوا دوبون